يبدو أن بعض الفنانين بات على قناعة أن الوصول إلى موعده في الوقت المقرر هو انتقاص من "بريستيجه"، على قاعدة المثل الفرنسي القائل "الأشخاص المهمون يصلون دوماً متأخرين".
ولأن باسكال مشعلاني نجمة بما تملكه من أرشيف فني وقاعدة جماهيرية، رغم احتجابها منذ سنوات، فقد باتت تضرب مواعيد تدرك سلفاً أنها لن تصلها سوى بعد ساعات، ساعات ثمينة تعتقد أنّ ضياعها في حجرة مكتبها التي استقبلت معظم صحافيي لبنان، هي ضريبة على كل صحافي أن يدفعها ليثبت لها أنها تستحق عناء الانتظار.
ولأن باسكال تستقبل عيد الأم للمرة الأولى بعد ولادة طفلها، كان موعدنا معها، حديث عن الأمومة وحياتها الجديدة، رحبت باللقاء، ضربت لنا موعداً في الساعة الثانية، ولم تصل رغم أن الساعة تخطت الثالثة، فاعتذرنا من سكرتيرتها التي عجزت عن إيجاد التبريرات، فالنجمة لم تكن ترد على اتصالاتها، ولم تكلف نفسها عناء الاعتذار عن التأخر.
لكن النجمة ردّت أخيراً، واكتشفنا أنها لا تزال في بيروت عند الكوافير، ما يعني أنها لو خرجت فوراً من الصالون، فهي لن تصل إلى مكتبها قبل ساعة، وما يعني أيضاً ساعة تأخير إضافية، دون أن تكلف النجمة نفسها عناء الاعتذار منا، على قاعدة أن هذه الغرفة استقبلت صحافيين انتظروا ساعات طويلة، برفقة السكرتيرة اللطيفة، التي يبدو أنها اعتادت التعامل مع تأخر نجمتها.
ولأننا نحترم ذاتها، ونحترم موقعنا ومجلتنا، اعتذرنا من السكرتيرة وطلبنا منها أن توجّه رسالة عتب إلى الفنانة، التي يبدو أنها تورطت في تسريحة شعر لن ترى النور عبر موقعنا، لأننا لم نعتد يوماً انتظار نجم يعتبر أن وقتنا مكرس لتلميع صورته، ولا يضع في اعتباره أنّ ثمة عمل ينتظرنا، أهم من مجرد وقت نضيعه في حضرة فنانة لن تحضر.
ورغم أن الرسالة وصلت إلى الفنانة، فهي لم تكلف نفسها عناء الاعتذار، أو أقله تبرير موقفها، ومن يدري، فقد تكون غاضبة منا لأننا لم نقبل على أنفسنا انتظارها ريثما تنتهي من تصفيف شعرها، ساعتين، ثلاثة، لا يهم، فكثيرون انتظروها، هذا ما قاله زملاء ضحكوا عندما علموا بموقفنا، فالنجمة أكثر تواضعاً من غيرها، لكن مشكلتها مع المواعيد تبدو أبدية.
لقراء "سيدتي نت" نعتذر، فهم حضروا أسئلتهم للمغنية عبر صفحتنا على موقعي "فايسبوك" و"تويتر"، وانتظروا مقابلة لن ترى النور، لأننا نؤمن أن الصحافة والفن جناحين، يوازن كل منهما الآخر، فلا الصحافي يعمل في بلاط الفنان، ولا الفنان مضطر إلى مسايرة الصحافي خوفاً من قلمه، كل ما هو مطلوب قليل من الاحترام من قبل الطرفين، احترام يبدو أنه بات عملة نادرة هذه الأيام.